أسس التربية السليمة للأبناء لخروج جيل سوي إلى المجتمع

التربية السليمة للأبناء

تعد تربية الأطفال والاهتمام بهم سلاح ذو حدين فمن ناحية من الممكن أن تثمر هذه التربية على خروج جيل سوي يفيد المجتمع ويجعله في تقدم إلى الأمام باستمرار.

ومن ناحية أخرى بعض الأخطاء التي يقع بها الآباء خلال عملية التربية قد ينتج عنها العديد من المساوئ التي تضر بالإنسان والمجتمع ككل، وتجعل الأبناء في حالة من عدم الثقة بالنفس وعدم تحمل للمسؤولية.

ولهذا تعد أسس التربية السليمة والإلمام بها من أهم الأساسيات التي يجب على كل أسرة الوعي والإلمام بها عن طريق عدة طرق مختلفة منها: القراءة المستمرة في هذا المجال، أو اللجوء إلى خبراء التربية لأخذ الوعي اللازم والمعرفة التامة عن الأمر.

فالغالبية العظمى من الأطفال تظهر عليهم وعلى شخصيتهم في المستقبل ملامح تربية الآباء لهم، ويظهر ذلك كثيرًا في تعاملاتهم مع الآخرين في كافة نواحي ومجالات الحياة.

وحتى الإسلام ركز كثيرًا على الاهتمام بكل ما يخص أسس التربية السليمة وعيًا منه بأهميتها في تكوين سلوك الفرد وتسلحه بالمبادئ والقيم.

أسس التربية السليمة:

أسس التربية السليمة ليس بالأمر المستحيل تنفيذه على أرض الواقع، فنحن نتفق أن عملية التربية من أصعب وأعقد الأمور التي تواجه أي أسرة، نظرًا لاختلاف شخصية كل طفل عن الآخر، إلى جانب الخوف الدائم من الفشل.

ولكن ما يجب الاتفاق به أن أسس التربية السليمة تحتاج إلى صبر وقوة تحمل من جانب الوالدين للحصول على نتائج مرضية وخروج أشخاص ناجحة تقدر قيمة التربية.

1.     من أهم أسس التربية السليمة للأبناء هو التركيز على الجانب الديني وزرع القيم والمبادئ في قلب وعقل الأبناء منذ الصغر، فدائمًا ما نجعله يخشى الله والحرام وليس العيب وكلام الآخرين. تربيته على إتباع أوامر الله واجتناب كافة نواهيه سواء كان ذلك في السر أو العلن.
2.     إتباع سياسة الثواب والعقاب في الغالبية العظمي من التصرفات والأفعال حتى يدرك الأبناء جيدًا قيمة تحمل مسؤولية الاختيار، مع تجنب العقاب المستمر حتى لا يفقد الطفل الثقة بذاته ويعتاد على الأمر، مما يجعله في حالة من عدم اللامبالاة عند الخطأ.
3.     التركيز على دراسة وتعليم الأبناء من الأشياء الهامة والتي لا خلاف عليها، ولكن لا يوجد مانع أمام محاولة الأسرة في إحداث توافق ما بين الدراسة وتنمية المهارات الأخرى للطفل كلًا وفقًا لرغبته، سواء القراءة، الرسم، أو السباحة.
4.     عدم إقصاء الأبناء يشكل مستمر من المشاركة في القرارات الأسرية، بل ينصح بالاستماع إلى آرائهم بشكل مستمر وتشجيع التشاور والوصول لأفضل الآراء والنتائج.
5.     تنمية الجانب الاجتماعي لديهم عن طريق السماح لهم بالترحيب بالضيوف، أو تكوين علاقات صداقة مختلفة مع أشخاص ذو ثقة. من أهم أسس التربية أيضًا عدم إجبار الأبناء على اتخاذ أي قرار خارج إرادتهم أو لا يتوافق مع رغباتهم في أيا من نواحي الحياة.
6.     من أسس التربية السليمة التي يتغافل عنها الكثيرين هي إتباع سياسة الشدة والصوت المرتفع في الكثير من الأحيان، وهو ما يأتي بنتائج عكسية دائمًا في التعامل مع الأبناء إلى جانب تأثيره السلبي على سلوكهم الشخصي، وهنا لابد من إتباع سياسة اللين والرفق لزرع المودة ومشاعر الحب لدى الطفل.