الكذب عند الأطفال من المشاكل التي
تسبب الكثير من الأزمات النفسية للآباء ظنًا منهم بفشلهم في تربية أبنائهم تربية
سليمة قائمة على الصراحة، فكما نعلم جميعًا أن الكذب هو قول ما هو غير حقيقي في
الكثير من المواقف، وقد يكون هذا الكذب بشكل كامل كتزييف الحقائق وعدم الرؤية
الصحيحة مطلقًا، وقد يحدث بشكل جزئي كعدم قول الحقيقة في جزئية بعينها.
ولا خلاف على أن صفة الكذب من الصفات المذمومة
التي لا يفضلها أحد ونهانا عنها الدين الإسلامي كثيرًا فالصدق هو المنجي الوحيد من
جميع الأمور ومصائب الدنيا، ولكن يتم اللجوء إليه في البعض الأحيان كنتيجة للخوف
من تلقي العقاب أو الرغبة في الهرب من المسؤولية.
ونظرًا لكون صفة الكذب من الصفات
الشائعة عند بعض الأطفال قررنا الحديث اليوم عنها بشكل مفصل لمعرفة دوافع الكذب
عند الأطفال، وطرق علاجه بشكل فعال يتوافق مع عقلية الأطفال.
دوافع الكذب عند الأطفال:
لا يمكننا حل أي مشكلة تواجهنا في
الحياة دون معرفة الأسباب والدوافع من وراء هذه المشكلة، وصفة الكذب من الصفات
التي لابد من معرفة الأسباب الخاصة بها حتى يتم علاجها بشكل سليم، ومن أبرز
الدوافع للكذب عند الأطفال:
- التجمل والظهور بشكل رائع قد يكون أحد الدوافع الأساسية المتحكمة في الكذب عند الأطفال، رغبةً منهم في الظهور بشكل أفضل أمام الآخرين والحصول على المدح والثناء باستمرار.
- الخوف من العقاب من الأسباب الأولى لدفع الأطفال إلى الكذب في حالة الوقع في خطأ ما، والرغبة في الهروب من المسؤولية وعدم الحصول على العقاب.
- أحيانًا يختلق الأطفال بعض الأشياء من تلقاء أنفسهم ويبدون في تصور بعض الأشياء وهنا سمى الكذب الخيالي الناتج عن خيال الأطفال الواسع ونمو قدراته العقلية بسرعة كبيرة.
- يلجأ الكثير من الأطفال إلى الكذب لعدم إحزان الأخريين بدافع الحب لا بدافع عدم قول الحقيقة، وقد تسمى هذه مجاملات أكثر من ما هي كذب.
- قد تتحول ظاهرة الكذب إلى ظاهرة مرضية في حالة إهمالها وعدم الاهتمام بعلاجها من البداية، والتعامل معها بأسلوب تربوي سليم.
وسائل علاج الكذب عند الأطفال:
- الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في علاج صفة الكذب عند الأطفال بسرعة شديدة أو تفاقم الأمر، فقط لابد من اكتشاف السبب والدافع وراء الكذب ومحاولة الحديث مع الطفل بشكل يستطيع عقله استيعابه جيدًا، ومحاولة توعيته بأن هذه العادة سيئة وتتسبب في نبذه من المجتمع.
- على الأهالي أن تكون قدوة للأطفال وتجنب الكذب أمامهم أو استخدامهم كوسيلة للكذب على الآخرين، لتأثرهم الشديد بهذا وإتباعه دون وعي منهم.
- محاولة احتواء الأطفال والتعامل معهم باللين والرفق، وعدم سيادة العقاب دائمًا للسيطرة على خوفهم من قول الصراحة.
- عدم وصف الأطفال بالكذب ولا الحديث عن هذه الصفة أمام الآخرين حتى لا يزداد الأمر بداخلهم، واجعلي نصائحك دائمًا فيما بينكم دون تدخل الآخرين.
- التحفيز المستمر على قول الحقيقة والصدق والثواب على ذلك بما يحبوه.
- مدح الطفل باستمرار وتعزيز ثقتهم في أنفسهم بشكل دائمًا لتجنب اللجوء إلى الكذب للحصول على الثناء أو تحسين صورتهم الخارجية.